Site Title
  • الرئيسية
  • التواصل
  • نبذة عن المبادرة

مقالات

عصر الملكات

5/2/2017

 
أميمة الخميس

عندما ينشر هذا المقال ستكون نتائج الانتخابات الأميركية قد أعلنت أو على وشك، وإن كانت النتائج الأولية إلى الآن تشير إلى تقدم السيدة كلينتون، إلا أن العالم يعرف أن رئيسا جديدا لأميركا، لا علاقة له بثوابت السياسة الأميركية، أو موقف الإمبراطورية تجاه مناطق نفوذها حول العالم.
ولكن مع دخول امرأة إلى المكتب البيضاوي، هل هو إعلان عالمي لعودة عصر الملكات؟
هل سيصبح العالم أكثر أنسنة بعودة المجتمعات الأمومية؟ أم أنها محض واجهة، فالمرأة تحكم بعد أن ترتدي قبعة الذكور، والكود العالمي الذي يحرك مؤسسات الحكم سيظل بطريركيا؟
وصول امرأة إلى البيت الأبيض سيكسر "تابو" أميركياً في مجتمع لطالما عرف بالعنصرية ضد اللون والجنس، وفي الولايات المتحدة لن تنجو من التمييز إلا إذا كنت WASP، white Protestant of Anglo-Saxon أي الحروف الأولى من أبيض ذكر بروتستنتي أنجلو ساكسوني، وما عدا هذا الذكر من قاطني الولايات المتحدة، سيعاني حتما من عنصرية مستترة، حتى وإن صدرت قوانين مجرمة لها.
لكن لنعود إلى الصورة الذهنية التي سيصنعها وصول سيدة إلى المكتب البيضاوي، وتكرر صورتها في وسائل الإعلام بكثافة، إضافة إلى قيادتها أقوي دولتين هيمنة واقتصادا، الولايات المتحدة/ ألمانيا، إلى جوار 18 امرأة يحكمن دولا حول العالم (كريستينا فرنانديز/ الأرجنتين، ديلما روسيف/ البرازيل، ميشيل باشيلت/ شيلي، يورتيا ميلر/ جاميكا، كاميلا بيسيسار/ تيرنداد، جونسون سيرليف/ ليبريا، كاثرين بانزا/ أفريقيا الوسطى، إرنا سولبرج/ النرويج، نيكولا ستورجيون/ الوزير الأول في اسكتلندا، هيلي ثورنينج/ رئيسة وزراء الدنمارك، كوليندا كيتاروفيتش/ كرواتيا، ماري لويز كوليرو/ مالطا، أيوا كوباكيز/ رئيسة برلمان بولندا، عاطفة يحى آغا/ كوسفو، لايمدوتا ستراويوما/ لاتافيا، داليا جرييوسكايتي/ ليتوانيا، شيخة حسينة واجد/ بنغلادش، بارك جيون هاي/ كوريا) هؤلاء هن فقط من وصلن إلى قمة الهرم في السلطة، ناهينا عن آلاف من اللواتي يدرن مناصب قيادية ومحورية في بلادهن حول العالم.
هذا جميعه ماذا سيصنع في الوعي العالمي؟ وفي وعينا المحلي؟
قد يفرزه الوعي الشعبي العام بعد أن تحدى مسلماته، بأن هذا من عادات و(سلوم) الدول الكافرة الفاجرة، لكن جميعنا نعرف بأن الضعيف والمهزوم يضمر إعجابا شديدا بالقوي، وإن كان لا يظهره.
حتما صورة المرأة التي تسنمت سدة الحكم، ستنعكس على صورة المرأة حول العالم، سيكون لها تأثيراتها التي لن نتبينها على الفور، أو نتلمسها بصورة مباشرة على مجلس النساء، ولكنها حتما ستتغلغل نسيج الوعي، وتفكك الصورة النمطية، التي ظلت تقبع النساء خلفها في حيز الثانوي، والسكرتاريا التنفيذية التي تحتاج إلى قائد ذكر صاحب قدرات ذهنية متفوقة، يقوم بالقيادة والولاية!!
احتشاد الملكات على عروش العالم لن يمر دون أن يترك أثرا، وحتما سيعالج مساحة الهامش الذي تقبع فيه النساء مطوقات بمجموعة من الخرافات والأساطير.

    ملتقى هنّ سعوديات الثقافي

    مجموعة من المقالات  تهتم بالمرأة وشوؤنها

    Archives

    August 2019
    February 2017


للاستفسار

966563097368+

بريد المبادرة

contact.hunna@gmail.com
  • الرئيسية
  • التواصل
  • نبذة عن المبادرة